عمان - وكالات
شهدت المنطقة تصعيدا عسكريا خطيرا فجر أمس الجمعة، بعد أن شنت إسرائيل هجوما جويا واسعا استهدف مواقع داخل العاصمة الإيرانية طهران ومواقع عسكرية اخرى، أعقبه رد صاروخي من إيران باتجاه أهداف إسرائيلية ، وسط دعوات عربية ودولية عاجلة إلى وقف التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية، نقلتها إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الهجوم الإسرائيلي نُفذ باستخدام نحو 200 طائرة حربية و300 قنبلة متنوعة، واستهدف حيًا سكنيًا يُعتقد أنه يضم قيادات بارزة من الحرس الثوري الإيراني.
وقد أسفر الهجوم عن اغتيال عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، إلى جانب استهداف منشآت نووية حساسة، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي رد سريع، أطلقت إيران هجوما صاروخيا استهدف عدة مواقع في إسرائيل، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية من الجانبين، وفقًا لتقارير أولية لم تُؤكدها بعد مصادر محايدة.
وأمام تصاعد الأزمة، توالت الدعوات من العواصم العربية والدولية لوقف فوري لإطلاق النار، والتحذير من تداعيات خطيرة قد تؤدي إلى انفجار إقليمي شامل إذا ما استمرت وتيرة التصعيد بين الطرفين.
دعت معظم دول العالم وهيئات ومنظمات دولية، إلى ضبط النفس وخفض التصعيد بعد الضربات الإسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية في إيران.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، إن المنشآت النووية «يجب ألا تهاجم أبدا» محذرًا من «أي عمل يهدد سلامة منشآت نووية وأمنها، ما قد يكون له تداعيات خطرة على المواطنين في إيران والمنطقة وخارجها».
ودعا «كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد».
بدوره، حضّ الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل وإيران على «التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس».
ودان «أيّ تصعيد عسكري في الشرق الأوسط» مبديًا «قلقه البالغ» إزاء الضربات الإسرائيلية، وفق ما نقل عنه المتحدث باسمه في بيان.
و أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته أنه «لأمر جوهري الآن أن يعمل العديد من الحلفاء، وبينهم الولايات المتحدة على خفض التصعيد»، مشيرًا إلى أن الضربات الإسرائيلية تحرك «احادي».
وأعربت الصين عن «قلقها البالغ» جراء الضربات الإسرائيلية على إيران، ونددت بـ"انتهاك» السيادة الإيرانية، محذرة من «العواقب الخطيرة» للهجوم.
ودعت إلى «بذل المزيد من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وتفادي تصعيد جديد في التوتر».
وحض المستشار الألماني فريدريش ميترس، إسرائيل وإيران على تفادي «المزيد من التصعيد»، والامتناع عن أي أعمال يمكن أن «تزعزع استقرار المنطقة بكاملها».
فيما دعت فرنسا «كل الأطراف إلى ضبط النفس وتفادي أي تصعيد قد يقوض الاستقرار في المنطقة».
وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على أنه «من الأساسي تحفيز كل السبل الدبلوماسية لنزع فتيل التوتر».
وحضت تركيا إسرائيل على وقف «أعمالها العدائية» التي قد تقود إلى المزيد من النزاعات»، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وحذر الاتحاد الإفريقي من الضربات الإسرائيلية » التي تشكل تهديدًا خطيرًا على السلام والأمن الدوليين»، داعيًا «جميع الأطراف إلى لزوم أقصى قدر من ضبط النفس».
في حين، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راندير جايسوال، أن بلاده «تحض الطرفين على تفادي أي تصعيد»، مؤكدًا أن «ثمة قنوات للحوار والدبلوماسية، يجب استخدامها».
ونددت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان «بحزم» بالضربات الإسرائيلية مؤكدة «تضامنها» مع إيران.
كما نددت وزارة الخارجية الفنزويلية بـ"جريمة» حرب تضاف إلى السجل الطويل لجرائم نظام» بنيامين نتانياهو.
ونددت السلطات في أفغانستان بالضربات، محذرة من أنها «تشكل انتهاكًا واضحًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وخصوصًا السيادة الوطنية».
كما أعرب وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا للصحفيين عن إدانته الشديدة هذا العمل الأخير الذي يمثل تصعيدًا.
وأضاف، من المؤسف للغاية أن يتم اتخاذ تدابير عسكرية».
وقال إن بلاده «تحض كل الأطراف المعنية على إبداء أكبر قدر من ضبط النفس».
ودانت دولة الكويت الهجوم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على إيران، محذرة من تداعياته الخطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي. ودعت في بيان إلى وقف التصعيد العسكري والتهدئة وضبط النفس وخفض حدة التوتر، وحل الأزمات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية.
ودعا الأمين العام لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف هذا العدوان بشكل فوري، محذرًا من أن التصعيد قد يؤدي إلى إشعال صراع أوسع يهدد السلم الإقليمي والدولي.